كثير من الناس يعتقدون أن اللعب هو مجرد تسلية للطفل، طريقة نملأ بها وقته ونخفف طاقته. لكن الحقيقة اللي لازم يعرفها كل أب وأم، إن اللعب في عالم الطفولة مو رفاهية… بل هو الطريقة الأساسية اللي يتعلّم الطفل من خلالها.
في حضانة زينة الحياة، اللعب ما هو وقت راحة من التعلّم… بل هو التعلّم نفسه!
من اللحظة اللي يبدأ الطفل يمد يده ويلمس الأشياء من حوله، يبدأ في استكشاف العالم. اللعب هو أول لغة طبيعية يستخدمها لفهم البيئة، بناء علاقات، وتكوين مفاهيم أولية عن الحياة. من خلاله، يجرّب، يخطئ، يكتشف، ويتعلم بدون خوف.
طفل يبني برج من المكعبات… يمكن ما تدري، لكنه في الحقيقة يتعلم:
المفاهيم الهندسية (أحجام، توازن، ترتيب)
التفكير المنطقي (وش راح يصير لو حطيت الكبير فوق الصغير؟)
التحكم في عضلات اليد والعين (المهارات الحركية الدقيقة)
في “زينة الحياة”، نستخدم اللعب كوسيلة تعليمية مدروسة.
ما نعلّم الطفل بالحفظ والتلقين… بل نخليه يكتشف المعلومة بنفسه من خلال الأنشطة اليومية.
أمثلة من يومنا:
لعبة التصنيف بالألوان: يتعلّم الطفل الألوان، وأيضًا الترتيب والملاحظة.
ألعاب الدور التمثيلي (لعبة الطبيب – المدرسة): تنمي خياله، وتساعده على التعبير عن مشاعره وتجارب الحياة.
من خلال اللعب الجماعي، يبدأ الطفل يفهم مفاهيم مثل:
“أنتظر دوري”
“أشارك اللعبة”
“أحترم مشاعر غيري”
“أحلّ المشكلة بدون صراخ أو ضرب”
وهذي المهارات هي اللي تبني شخصيته الاجتماعية لاحقًا.
الطفل إذا حس إنه يقدر يركّب لعبة، أو يلوّن لوحة، أو يركض ويتفوق… يبدأ يثق بنفسه.
ويبدأ يحب المحاولة… ويخوض التحديات بدون خوف.
هذا النوع من الثقة ما ينولد من الشرح أو الأوامر… بل من التجربة.
ما نترك الطفل “يلعب” بس بدون هدف.
عندنا جدول أنشطة مدروس يوميًا يشمل:
ألعاب حسية
حركية (داخلية وخارجية)
تعليمية
خيالية
فنية
وألعاب تنشيط تركيز
كل لعبة مرتبطة بهدف تعليمي أو سلوكي، ونتابع تطوّر الطفل من خلالها.
اللعب عند الطفل ما هو “وقت ضايع”… هو البذرة اللي نزرع فيها التفكير، الشخصية، والمفاهيم الأولى للحياة.
وكل ما كانت البيئة مليانة ألعاب ذكية، وكل ما كان التفاعل مدروس… كل ما كان التعلّم أعمق وأجمل.
في زينة الحياة، نخلي اللعب أكبر مساحة تعلّم لطفلك…
لأنه يستحق يتعلم بأسلوب يفرحه، مو يرهقه.